و «الغرّ» : جمع «أغرّ» ، وهو نعت لـ «آله» ، و «البررة» : جمع «بارّ» (١) ، و «المنتخبين» : المختارين (٢) ، و «الخيرة» : المختارين / أيضا (٣) ، وقد صرّح الزّبيديّ : بأنّه مصدر (٤) ، وجعله الجوهريّ وصاحب الخلاصة : اسما ، من قولك : اختاره الله (٥).
فعلى ما قاله الزّبيديّ : يكون نعتا لـ «المنتخبين» ، لأنّ المصدر يوصف به المفرد والمثنّى والمجموع ، وقد جاء الإخبار به عن المفرد ، كقولهم : «محمّد رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ خيرة الله من خلقه ، وخيرة ـ أيضا ـ بالتّسكين (٦).
تمّ الشّرح المبارك ، والحمد لله وحده ، وصلّى الله على من لا نبيّ بعده وآله وصحبه ، وتابعيه وحزبه. والله تعالى أعلم بالصّواب. وكان الفراغ من كتابته في أواخر جمادى الأولى من شهور سنة ثلاثين وألف.
الفقير : محمد بن عمر
ونقلت هذه النّسخة الّلطيفة من نسخة المصنّف ، الّتي هي للإمام الهمام ، الفاضل ، الكامل ، الورع ، الزّاهد ، فريد عصره وأوانه ، الشّيخ شمس الدّين محمّد بن طولون الحنفيّ ، أفاض (الله) (٧) علينا من بركاته ، وبركات علومه في الدّنيا والآخرة يا ربّ العالمين ، يا أرحم الرّاحمين ، يا ألله.
وأيضا قوبلت (٨) هذه النّسخة ـ إن شاء الله ـ على نسخة المصنّف ، رحمهالله تعالى ورضي عنه. اللهمّ انفعنا به ، وفهّمنا معاني دقائق ما فيه يا ربّ العالمين.
__________________
(١) في الأصل : بارة. انظر شرح المكودي : ٢ / ٢١٣.
(٢) انظر شرح المكودي : ٢ / ٢١٣ ، اللسان : ٦ / ٤٣٧٣ (نخب).
(٣) انظر شرح المكودي : ٢ / ٢١٣ ، اللسان : ١٢٩٩ ـ ١٣٠٠ (خير).
(٤) انظر شرح المكودي : ٢ / ٢١٣ ، إعراب الألفية : ١٥٤.
(٥) قال الجوهري في الصحاح (٢ / ٦٥٢ ـ خير): «والخيرة ـ مثال العنبة ـ : الاسم من قولنا : «اختاره الله» ، يقال : محمد خيرة الله من خلقه ، وخيرة الله أيضا ـ بالتسكين ـ». انتهى.
وانظر شرح المكودي : ٢ / ٢١٣ ، إعراب الألفية : ١٥٤ ، اللسان : ٢ / ١٢٩٩ (خير).
(٦) قال الشاطبي ـ بعد أن نقل أنه اسم مصدر ـ : «ويحتمل أن يضبط (أي : الخيرة) هنا بفتح الخاء على أنه جمع «خير» ، فقد حكى الفراء : «قوم خيرة بررة». انتهى. قال الأزهري : ولعله مثل «بررة» ، وعلى كل تقدير فـ «الخيرة» نعت ثان لـ «صحبه» لا لـ «المنتخبين» خلافا للمكودي. انظر شرح المكودي : ٢ / ٢١٢ ، إعراب الألفية : ١٥٤.
(٧) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٨) في الأصل : وقوبلت.