أوّل على إضمار القول ، فيكون التّقدير : بمذق مقول فيه.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ونعتوا بمصدر كثيرا |
|
فالتزموا الإفراد والتّذكيرا |
استعملت العرب المصدر في نعت الذّوات كثيرا ، كقولهم : «رجل عدل» ، إلّا أنهم ألزموه فقط الإفراد والتّذكير ، وإن اختلفت أحوال منعوته ، نحو «مررت برجلين عدل ، وبامرأة رضى ، وبرجال صوم».
ثمّ هل ذلك وصف بالمصدر على ظاهره تنزيلا للذّات منزلة (المعنى) (١) مبالغة ، أو المصدر مؤوّل بالوصف ، أي : عادل ، ونحوه ، أو على حذف مضاف تقديره : ذو عدل ، فيه للنحاة ثلاثة أقوال (٢).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ونعت غير واحد إذا اختلف |
|
فعاطفا (٣) فرّقه لا إذا ائتلف / |
إذا كان المنعوت غير واحد (٤) ونعوته مختلفة ـ وجب تفريقها بالعطف ، سواء كان تعدّده (٥) من حيث اللّفظ ، نحو «جاءني زيد وعمرو ، الكاتب والشّاعر» ، أو من حيث المعنى ، نحو «مررت برجلين ، كاتب وشاعر».
__________________
الكبرى : ٤ / ٦١ ، المقتصد : ٢ / ٩١٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١١٥٩ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٥٨٤ ، شواهد الجرجاوي : ٢٠٢ ، الدرر اللوامع : ٢ / ١٤٨ ، أبيات المغني : ٥ / ٥ ، ٢٢٥ ، الخزانة : ٢ / ١٠٩ ، شواهد المفصل والمتوسط : ١ / ٢٤٠ ، الإرشاد للكيشي : ٣٤٩ ، شرح ابن يعيش : ٣ / ٥٣ ، مغني اللبيب (رقم) : ٤٤٧ ، ٩٩٤ ، شواهد المغني : ٢ / ٦٢٧ ، شرح ابن الناظم : ٤٩٥ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٩٣ ، أمالي ابن الشجري : ٢ / ١٤٩ ، شرح الأشموني : ٣ / ٦٤ ، الهمع (رقم) : ١٥٣٦ ، الإنصاف : ١ / ١١٥ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٥٣ ، شرح المرادي : ٣ / ١٤٤ ، ٤ / ١٠١ ، شواهد العدوي : ٢٠٢ ، المقرب : ١ / ٢٢٠ ، تاج علوم الأدب : ٣ / ٩٢٤ ، المحتسب : ٢ / ١٦٥ ، اللسان (ضيح) ، كاشف الخصاصة : ٢٣٦ ، فتح رب البرية : ٢ / ٣٢٣.
(١) في الأصل : العين. راجع التصريح : ٢ / ١١٣.
(٢) ذهب إلى الثاني منها الكوفيون ، وإلى الثالث البصريون ، وإلى الأول بعضهم. قال أبو حيان : في الوصف به طريقان : أحدهما : أن تريد المبالغة لكثرة وقوعه من الموصوف به ، نحو «مررت برجل ضرب» أو لا يريدها فيكون على حذف مضاف أي : ذي زور وذي عدل.
والكوفيون يجعلون «ضربا وعدلا» واقعين موقع ضارب وعادل.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ١١٣ ، شرح المرادي : ٣ / ١٤٥ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٥٨٧ ـ ٥٨٨ ، شرح ابن الناظم : ٤٩٥ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١١٦٠ ، شرح الأشموني : ٣ / ٦٤ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٩٨ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٥٣.
(٣) في الأصل : معاطفا. انظر الألفية : ١١٠.
(٤) في الأصل : المنعوت واحدا.
(٥) أي : تعدد المنعوت.