قال الشّاعر :
١٦٨ ـ بكيت وما بكى رجل حزين |
|
على ربعين مسلوب وبالي |
وإن ائتلف معنى النّعوت (٢) ـ أتي بها مثنّاة ، أو مجموعة ، بحسب منعوتها ، نحو «مررت بزيد وعمرو ، الفاضلين ، وبإخوتك الفضلاء».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ونعت معمولي وحيدي معنى |
|
وعمل أتبع بغير استثنا |
إذا تعدّد المنعوت ، واتّحد معنى النّعت ـ كما سبق تمثيله ـ ، نظرت : فإن اتّحد معنى العامل فيهما فأتبعهما (٣) للمنعوت ، سواء اتّحد لفظ العامل ـ كالمتعاطفين ـ ، أو اختلف لفظه ، نحو «جاء زيد وأتى عمرو العاقلان» ، و «هذا زيد وتلك هند القائمان» ، وسواء كانا مرفوعين ـ كما مثّل ـ ، أو غير مرفوعين ، نحو «رأيت أخاك وأبصرت أباك الكريمين».
وبعضهم خصّص ذلك بالمرفوعين (٤).
وإلى خلافه أشار المصنّف بقوله : «بغير استثنا».
__________________
١٦٨ ـ من الوافر ، ثاني بيتين لابن ميادة في شواهد ابن السيرافي (١ / ٦٠٣) ، وقبله :
أمن طلل بمدفع ذي طلال |
|
أمحّ جديده قدم اللّيالي |
ونسب في الكتاب لرجل من باهلة. ويروى : «حليم» بدل «حزين» ، ويروى أيضا «نزيع» بدل «حزين» ، وهو بمعنى منتزع. الربع : المنزل. المسلوب : الذي سلب بهجته لخلائه من أهله. البالي : الذي ذهبت آثاره. والشاهد في قوله : «على ربعين مصلوب وبالي» حيث جاء المنعوت متعددا معنى ، والنعت مفرقا بالعطف.
انظر الكتاب : ١ / ٢١٤ ، المقتضب : ٤ / ٢٩١ ، المقرب : ١ / ٢٢٥ ، مغني اللبيب (رقم) : ٦٥٨ ، شواهد الأعلم : ١ / ٢١٤ ، أبيات المغني : ٦ / ٧٨ ، شواهد المغني : ٢ / ٧٧٤ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١١٤.
(١) في الأصل : المنعوت. راجع التصريح : ٢ / ١١٤.
(٢) في الأصل : أتبعهما.
(٣) قال الأزهري : وخصص بعضهم جواز الاتباع بكون المتبوعين فاعلي فعلين كـ «جاء زيد وأتى عمرو الظريفان» ، أو خبري مبتدأين كـ «هذا زيد وذاك عمرو العاقلان» أخذا من كلام سيبويه فإنه إنما تكلم بالنص على ذلك فأوهم الاختصاص قاله ابن مالك في شرح التسهيل ، ثم قال : والظاهر تعميم الحكم إذ لا فرق في القياس بين قولك : «ذهب زيد وانطلق عمرو العاقلان» ، وقولك : «أحببت زيدا ووددت عمرا العاقلين» وقولك : «مررت بزيد ومررت بعمرو العاقلين» فإذا جاز الأول جاز هذا. انتهى وجزم به في النظم.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ١١٥ ، شرح المرادي : ٣ / ١٥٠ ، شرح ابن الناظم : ٤٩٦ ، شرح الأشموني : ٣ / ٦٦.