و «شمل» فيه لغتان : «شمل يشمل» ـ بفتح العين في الماضي ، وضمّها في المضارع ـ ، و «شمل يشمل» ـ بكسر العين في الماضي ، وفتحها في المضارع ـ وهي الفصحى ، إلّا أنّه ينبغي أن تضبط هنا بالفتح صونا (١) من السّناد ، وهو : اختلاف حركة الحرف الّذي قبل الرّويّ المقيّد (٢).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
فعولة فعالة لفعلا |
|
كسهل الأمر وزيد جزلا |
هذا إشارة إلى الرّابع ، وهو «فعل» ـ المضموم العين ـ ، فذكر أنّه لا يكون إلّا لازما ، ويطّرد في مصدره وزنان :
الأوّل : فعولة ، نحو «سهولة ، وصعوبة».
والثّاني : فعالة / ، نحو «جزالة (٣) ، ونظافة».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وما أتى مخالفا لما مضى |
|
فبابه النّقل كسخط ورضى |
يعني : أنّ ما خالف ما ذكره من مصادر الفعل الثلاثيّ ـ فهو منقول سماعا عن العرب.
وفهم منه : أنّ جميع ما تقدّم من المصادر مقيس.
وفهم منه أيضا : أنّ مصادر الثّلاثيّ أتت على غير قياس ، وذكر منها مصدرين :
ـ «سخطا» ، وهو مصدر «سخط» ، وقياسه «سخط» ـ بفتح (السّين و) (٤) الخاء ـ وقد جاء كذلك (٥).
__________________
(١) في الأصل : صوتا. انظر شرح المكودي : ١ / ٢١٧.
(٢) وهو سناد التوجيه ، فإن كانت الضمة مع الكسرة لم يكن سنادا ـ كما ذكره التبريزي ، وإن جاءت الفتحة مع إحداهما فهو سناد عند الخليل ، وكان سعيد بن مسعدة لا يراه سنادا لكثرته في أشعار العرب. انظر الوافي في العروض والقوافي للخطيب التبريزي : ٢٤٦ ، مفتاح العلوم للسكاكي : ٢٧٢ ، معجم مصطلحات النحو والصرف والعروض والقافية : ١٦٥ ، المكودي مع ابن حمدون : ١ / ٢١٧.
(٣) قال الزمخشري : ومن المجاز رجل جزل : ذو عقل ورأي ، وقد جزل ، وما أبين الجزالة فيه ، وقد استجزلت رأيك في هذا الأمر ، وهو جزل العطاء وله عطاء جزل وجزيل وأجزل عطيته ، وأجزل له في العطاء. انظر أساس البلاغة : ٥٩ (جزل) ، تاج العروس : ٧ / ٢٥٦ (جزل) ، اللسان : ١ / ٦١٨ (جزل).
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٢١٨.
(٥) انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٧٤ ، شرح المكودي : ١ / ٢١٨ ، شرح دحلان : ١١٠ ، شرح المرادي : ٣ / ٣٢ ، إعراب الألفية : ٤ ، إرشاد الطالب النبيل : (٥ / ب).