فالتّابع : جنس يشمل (جميع) (١) التّوابع ، وما / بعده فصل مخرج لسائرها. وتقسيم رفع التّوهّم يشمل نحو «جاء زيد نفسه ، وجاء القوم كلّهم».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
بالنّفس أو بالعين الاسم أكدّا |
|
مع ضمير طابق المؤكّدا |
بدأ بالكلام على التّوكيد المعنويّ (٢) ، وقدّم ما سيق لرفع توهّم المجاز عن ذات المسند إليه ، وهو لفظ «النّفس» ولفظ «العين».
ويؤكّد بهما مفردين ومجتمعين ، تقول : «جاء الأمير» ، فيحتمل مجيء خبره ، أو ثقله ، أو الإخبار (٣) بقرب مجيئه ، فإذا أكّدت بهما أو بأحدهما ارتفع ذلك الاحتمال.
ويؤكّد بهما (٤) الاسم المفرد ، ويلزم إضافتهما إلى ضمير مطابق له في التّذكير والتّأنيث ، نحو «جاء زيد نفسه ، ورأيت هندا عينها».
وإن كان المؤكّد ضميرا ـ طابقه في التّكلّم والخطاب والغيبة ، نحو «قمت نفسي ، ورأيتك (نفسك) (٥) ، وضربته نفسه».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
واجمعهما بأفعل إن تبعا |
|
ما ليس واحدا تكن متّبعا |
أي : إذا أكّدت بالنّفس أو العين ما زاد على الواحد من مثنّى أو جمع ذكور أو إناث ـ أتيت بهما على صيغة الجمع على «أفعل» مضافين إلى ضمير مطابق
__________________
انظر التعريفات : ٥٠ ، شرح الكافية للرضي : ١ / ٣٢٨ ، تاج علوم الأدب : ٣ / ٩١٤ ، الفوائد الضيائية : ٢ / ٥٦ ، شرح ابن عصفور : ١ / ٢٦٤ ، معجم المصطلحات النحوية : ٢٤٦ ـ ٢٤٧ ، الهمع : ٥ / ١٩٧ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٦٠٨ ، كاشف الخصاصة : ٢٣٠ ، معجم النحو : ١١٩.
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٢) التوكيد المعنوي ـ كما في التسهيل ـ هو التابع الرافع توهم إضافة إلى المتبوع أو أن يراد به الخصوص. وفي الأشموني : هو التابع الرافع احتمال إرادة غير الظاهر. وقال أبو حيان : المعنوي تابع بألفاظ محصورة فلا يحتاج إلى حد ولا رسم. والتوكيد المعنوي نوعان سيذكرهما المؤلف بعد.
انظر التسهيل : ١٦٤ ، شرح الأشموني : ٣ / ٧٣ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٦٠٨ ، الهمع : ٥ / ١٩٧ ، شرح دحلان : ١٢٣ ، معجم المصطلحات النحوية : ٢٤٧.
(٣) في الأصل : والإخبار.
(٤) في الأصل : وتوكديهما.
(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل.