قد يؤكّد بـ «أجمع» (١) وفروعه ، وإن لم تسبق «كلّ» ، نحو قوله تعالى : (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ) [الحجر : ٤٣] ، وقوله :
١٧٠ ـ إذن ظللت (٣) الدّهر أبكي أجمعا
و «جاء القوم جمع».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وإن يفد توكيد منكور قبل |
|
وعن نحاة البصرة المنع شمل |
لا تؤكّد النّكرة عند عدم الفائدة اتّفاقا (٤) ، و (تؤكّد) (٥) مع حصول الفائدة ،
__________________
(١) في الأصل : جمع. بدل : بأجمع.
١٧٠ ـ من الرجز لأعرابي نظر إلى امرأة حسناء ومعها صبي يبكي ، فكلما بكى قبلته ، فأنشأ يقول ذلك ، وقبله :
يا ليتني كنت صبيّا مرضعا |
|
تحملني الذّلفاء حولا أكتعا |
إذا بكيت قبّلتني أربعا |
الذلفاء : من الذلف وهو صغر الأنف واستواء الأرنبة ، ويحتمل أنه اسم امرأة منقول من هذا ، وجملة «إذن ظللت ... الخ» جواب شرط محذوف ، والتقدير : لو حصل ما تمنيته استمررت في البكاء حتى تستمر الذلفاء تحملني وتقبلني كلما بكيت. والشاهد في قوله : «أجمعا» حيث أكد به «الدهر» وهو غير مسبوق بـ «كل».
انظر شرح الأشموني : ٣ / ٧٦ ، مغني اللبيب (رقم) : ١٠٣٦ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٥٧ ، أبيات المغني : ٧ / ٢٨٥ ، الخزانة : ٥ / ١٦٨ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٩٣ ، الدرر اللوامع : ٢ / ١٥٧ ، شواهد العدوي : ٢٠٢ ، المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ١٦ ، شرح ابن الناظم : ٥٠٥ ، كاشف الخصاصة : ٢٣٢ ، شواهد الجرجاوي : ٢٠٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١١٧٣ ، شرح الشاطبي (رسالة دكتوراه) : ١ / ٢٠٩ ، ٢١٢ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٦١٣.
(٢) في الأصل : لظللت. انظر المراجع المتقدمة.
(٣) انظر أوضح المسالك : ١٨٢ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٢٤ ، شرح دحلان : ١٢٤ ، وقال ابن مالك : «فلا خلاف في منع توكيد النكرة غير المحدودة إذ لا فائدة في توكيدها». انتهى. وقد ذكر أن بعض الكوفيين ذهبوا إلى الجواز مطلقا أفاد أم لم يفد ، فيقدح في دعوى الاتفاق ، إلا إذا فسر الإطلاق في كلامه بناء على ما هو الحق.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ١٢٤ ، الهمع : ٥ / ٢٠٤ ، شرح المرادي : ٥ / ٢٠٤ ، المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ١٥.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل.