استغنوا في تأكيد المثنّى بـ «كلا ، وكلتا» ، فلم يؤكّدوا بعدهما / بـ «أجمع» ، ولا بـ «جمعاء» (١)(٢).
ولا سماع مع الكوفيّين في إجازة «جاء الزّيدان أجمعان ، والهندان جمعاوان» (٣).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وإن تؤكّد الضّمير المتّصل |
|
بالنّفس والعين فبعد المنفصل |
عنيت ذا الرّفع وأكّدوا بما |
|
سواهما والقيد لن يلتزما |
إذا أكّد ضمير الرّفع المتّصل أو المستكنّ بـ «النّفس أو العين» أكّد قبل ذلك بضمير (٤) رفع منفصل مطابق له ، نحو «قمت أنا نفسي ، وقامت هي نفسها ، وقاما ، أو قامتا هما أعينهما ، وقاموا (٥) هم أنفسهم ، وقمن هنّ أعينهنّ» (٦).
ويؤكّد أيضا بما سوى «النّفس ، والعين» من «كلّ ، وكلا ، وكلتا» و «أجمع»
__________________
(١) في الأصل : ولا بجمعها.
(٢) بل منعوا توكيد المثنى بهما أصلا ، إذ لم يسمع ذلك من العرب ، وهذا مذهب البصريين.
والمراد بـ «أجمع وجمعاء» هنا تثنيتهما ، وذلك لأن نفس لفظ «أجمع وجمعاء» لا يصلح للمثنى.
انظر في ذلك شرح الهواري (١٤٠ / بـ ـ ١٤١ / أ) ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٢٤ ، شرح الرضي : ١ / ٣٣٤ ، الأشموني مع الصبان : ٣ / ٧٨ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١١٧٨ ، شرح المرادي : ٣ / ١٧٠ ، الهمع : ١ / ١٤٤ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٥٨ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٦١٢ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٦.
(٣) في الأصل : والهندات جمعاوات. راجع التصريح : ٢ / ١٢٤. وإنما أجازوا ذلك قياسا معترفين بعدم السماع ، وقال ابن خروف : ومن منع تثنيتهما فقد تكلف وادعى ما لا دليل فيه. وهذا الخلاف جار أيضا فيما وازنهما من نحو «أكتع وكتعاء».
انظر شرح الرضي : ١ / ٣٣٤ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٢٤ ، شرح الأشموني : ٣ / ٧٨ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١١٧٨ ، شرح المرادي : ٣ / ١٧٠ ، الهمع : ١ / ١٤٤ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٥٨ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٦١٢ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٦ ، شرح الهواري : (١٤١ / أ).
(٤) في الأصل : ضمير.
(٥) في الأصل : وقالوا.
(٦) وعلته أن تركه يؤدي إلى اللبس في بعض الصور ، نحو «هند ذهبت نفسها أو عينها» لاحتمال أن يظن أنها ماتت أو عميت ، وحملوا ما لا لبس فيه على ما ألبس. وذكر الأخفش أنه يجوز على ضعف «قوموا أنفسكم».
انظر الهمع : ٥ / ١٩٧ ـ ١٩٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٢٦ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٦٠٨.