يعمل فيهما وحده ، فاعترض عليه بأنّ حرف الشّرط حرف جزم ، والحروف الجازمة لا تعمل في شيئين لضعفها. وأمّا قول من قال : إنّ حرف الشّرط ، وفعل الشّرط يعملان في الجواب ، فلا يخلو عن ضعف ، وذلك لأنّ (١) الأصل في الفعل ألّا يكون عاملا في الفعل ، فإذا لم يكن له تأثير في العمل في الفعل ، وحرف الشّرط له تأثير ، فإضافة ما لا تأثير له ، إلى ما له تأثير ، لا تأثير له. وأمّا قول من قال : إنّه مبنيّ على الوقف ؛ لأنّه لم يقع موقع الاسم ففاسد ـ أيضا ـ وذلك ؛ لأنّ الفعل إذا ثبتت (٢) له المشابهة بالاسم في موضع ، / و/ (٣) استحقّ الإعراب بتلك المشابهة ، لم يشترط ذلك في كلّ موضع ؛ ألا ترى أنّ الفعل المضارع يكون معربا بعد حروف النّصب ؛ نحو : لن تقوم وبعد حروف الجزم ؛ نحو : لم يقم. وإن لم يجز (٤) أن يقع موقع الأسماء ، (فكذلك ههنا) (٥) على أنّ وقوعه موقع الأسماء إنّما هو موجب لنوع من الإعراب ، وهو الرّفع ، وقد زال حملا لجنس الإعراب ، وليس من ضرورة (زوال نوع منه زوال جملة الجنس) (٦). والصّحيح عندي : أن يكون العامل / هو / (٧) حرف الشّرط ، بتوسّط فعل الشّرط ؛ لا أنّه (٨) عامل معه لما بيّنّا ؛ فاعرفه تصب ، إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) في (ط) أنّ.
(٢) في (ط) ثبت.
(٣) سقطت من (ط).
(٤) في (ط) يحسن.
(٥) سقطت من (س).
(٦) في (ط) زوال نوع من الإعراب زوال. . .
(٧) سقطت من (ط).
(٨) في (ط) لأنّه ، والصّواب ما أثبتنا من (س).