تدغم الميم في الباء؟ قيل : إنّما لم يجز أن تدغم الميم في الباء ؛ نحو : «أكرم بكرا» كما يجوز أن تدغم الباء في الميم / نحو / (١) : «أصحب مطرا» لأنّ (٢) الميم فيها زيادة صوت ، وهي الغنّة ، فلو أدغمت في الباء ؛ لذهبت الغنّة التي فيها ؛ بخلاف الباء ، فإنّه ليس فيها غنّة تذهب بالإدغام ؛ فكذلك ، أيضا لا يجوز أن تدغم الرّاء في اللّام ، كما يجوز أن تدغم اللّام في الرّاء ؛ لأنّ في الرّاء زيادة صوت ، وهو التّكرير ، فلو أدغمت / في / (٣) اللّام ؛ لذهب التّكرير الذي فيها بالإدغام ؛ بخلاف اللّام ، فإنّه ليس فيها تكرير ، يذهب بالإدغام.
فأمّا ما روي عن أبي عمرو (٤) من إدغام الرّاء في اللّام في قوله عزّ وجل : (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ)(٥) ؛ فالعلماء ينسبون الغلط في ذلك إلى الرّاوي لا إلى أبي عمرو ، ولعلّ أبا عمرو أخفى الرّاء ، فخفي على الرّاوي ، فتوهّمه إدغاما ، وكذلك كلّ حرف فيه زيادة صوت ، لا يدغم في ما هو أنقص صوتا منه ، وإنّما لم يجز إدغام الحرف في ما هو أنقص صوتا منه ؛ لأنّه يؤدّي إلى الإجحاف به ، وإبطال ما له من الفضل على مقاربه.
[إدغام لام التّعريف في ثلاثة عشر حرفا]
فإن قيل : فلام التّعريف في كم حرفا يدغم (٦)؟ قيل : في ثلاثة عشر حرفا ؛ وهي : «التّاء ، والثّاء ، والدّال ، والذّال ، والرّاء ، والزّاي (٧) ، والسّين ، والشّين ، والصّاد ، والضّاد ، والطّاء ، والظّاء ، والنّون» ؛ نحو : «التّائب ، والثّابت ، والدّاعي ، والذّاكر ، والرّاهب ، والزّاهد ، والسّاهر ، والشّاكر ، والصّابر ، والضّامر ، والطّائع ، والظّافر ، والنّاصر» فهي أحد عشر حرفا من حروف طرف اللّسان ، وحرفان يخالطان (٨) طرف اللّسان ، وهما الضّاد ، والشّين ، وإنّما أدغمت (٩) لام التّعريف في هذه الحروف لوجهين :
__________________
(١) سقطت من (ط).
(٢) في (ط) أنّ.
(٣) سقطت من (ط).
(٤) أبو عمر هو : زبان بن عمّار ، المعروف بأبي عمرو بن العلاء ، من علماء البصرة ، ومن أئمّة اللّغة والأدب ، وأحد القرّاء السّبعة. مات سنة ١٥٤ ه. طبقات النّحويّين واللّغويّين ١٧٦.
(٥) س : ٢ (البقرة ، ن : ٥٨ ، مد).
(٦) في (س) تدغم.
(٧) في (ط) والزّاء.
(٨) في (س) مخالطان.
(٩) في (ط) أدغم.