قال الشّاعر : (١) [الرّجز]
باسم الذي في كلّ سورة سمه (٢)
وقال الآخر (٣) : [الرّجز]
وعامنا أعجبنا مقدّمه |
|
يدعى أبا السّمح وقرضاب سمه (٤) |
وقال الآخر (٥) : [الرّجز]
والله أسماك سمّى مباركا |
|
آثرك الله به إيثاركا (٦) |
وكسرت الهمزة في «اسم» لمحا لكسرة سينه في : «سمو» ؛ لأنّه الأصل ، وضمّت الهمزة في «اسم» لمحا لضمة سينه في «سمو» ؛ لأنّه أصل ثان ، والذي يدلّ على ذلك اللّغتان الأخريان وهما «سم» و «سم» فإنّهما حذفت لامهما ، وبقيت فاؤهما على حركتها في الأصلين. ووزن «اسم» بضمّ الهمزة : افع ، ووزن «سم» : فع ، ووزن «سم» : فع ، ووزن «سمّى» : فعل.
[تعريف الاسم]
فإن قيل : ما حدّ الاسم؟ قيل : كلّ لفظة دلّت على معنى تحتها غير مقترن بزمان محصّل (٧) ، وقيل : ما دلّ على معنى ، وكان ذلك المعنى شخصا ، أو غير شخص ، وقيل : ما استحقّ الإعراب أوّل وضعه. وقد ذكر فيه النّحويّون حدودا كثيرة ، تنيف على سبعين حدّا ؛ [وأحصرها أن تقول : «كلّ لفظ دلّ على معنى مفرد يمكن أن يفهم بنفسه وحده من غير أن يدلّ ببنيته لا بالعرض على الزّمان
__________________
(١) رواه الكسائيّ عن رجل من بني قضاعة بضمّ السّين ، ويروى عن غير قضاعة سمه بكسر السّين.
(٢) في (س) سمه.
(٣) لم ينسب إلى قائل معيّن.
(٤) القرضاب : اسم للسّيف. ويقال : قرضب الرّجل : إذا أكل شيئا يابسا ، وهو قرضاب.
راجع لسان العرب : مادة (قرضب).
موطن الشّاهد : سمه. وجه الاستشهاد : مجيء «اسم» على صيغة «سم» وهي لغة فيه.
(٥) نسب البيت إلى أبي خالد القنائيّ الأسديّ ، والظّاهر أنّه هبان بن خالد الأسديّ الملقّب بالنّوّاح لحسن مراثيه. راجع المقاصد النّحويّة : ١ / ١٥٤ ، وإصلاح المنطق : ١٣٤ ، ومعجم الشعراء : ٣٠.
(٦) موطن الشّاهد : «سما». وجه الاستشهاد : مجيء «اسما» على صيغة «سمّى» وهي لغة فيه.
(٧) أي : غير مقترن بزمان معبّر عنه في الماضي والحاضر والمستقبل كالفعل.