ذاكرني أدام الله أيّامه ، وأوزعه شكر النعمة ، فيما أتعبت فيه فكري ، وأفنيت في جمعه عمري ، واستفدته من نقلي ، وعرضت صحّته وسقمه على أماثل أهلي من العلم بالنسب العلوي الذي خبّرته ، والعقب الطالبيّ الذي جمعته ، فأوردت بعالي حضرته من ذلك ما حضرني صوّب رأيي في ما فعلت ، واستحسن ما قرأت وجمعت ، رسم السيّد الشريف الأجلّ الأجمّ الفضل الغزير العقل ، أبو طالب محمّد بن مجد الدولة حرس الله نعمتهما وكبت حسدتهما مختصرا في الأنساب الطالبيّة يفتقر إليه من قلّ علمه بهذا الشأن ، ولا يستغني عنه من كثر جمعه منه ، فأجبته إلى عمل هذا الكتاب ، ووسمته ب «المجدى».
وسأبيّن بحمد الله ومشيئته فيه مذاهب أصحاب النسب ومن لقيت منهم ، واختلافهم فيما ركبوا فيه الخلاف ، وما يحتمله مواضح الشروح منسوبة إلى قائلها ، والله الموفّق والمعين لما قرب من رضاه وجنّته وديب (١) الطريق إلى طاعته.
قال ابن الصوفي : اختلف الناس (٢) في نسب مولانا رسول الله صلىاللهعليهوآله من عدنان إلى آدم ، واتّفقوا على نسبه عليهالسلام المرويّ عنه إلى عدنان ، والصحيح ما قرأته على شيخي أبي الحسن محمّد بن أبي جعفر محمّد بن علي العلوي العبيدلي من ولد الحسين الأصغر الملقّب شيخ الشرف ، وقال لي : هذه رواية أبي بكر محمّد بن عبدة العبقسي الطرسوسي النسّابة الذي انتهى إليه نسب العرب
__________________
(١) كذا في الأصل ، وأضيف فوقه في المتن «كذا» بخطّ الناسخ ، والظاهر ان شاء الله أنّه :ديث ، ففي اللسان : ديث الطريق ، وطأه وطريق مديث أي مذلّل.
(٢) من هنا يبتدئ نسخة «ك».