فمنعه من القتال واستمرّ ذلك ، وبلغني أنّ ولده أبا الغطمش (١) المخل الفارس وثب على خصم لهم فقتله ، وكثر (٢) أبو الغطمش وجالد حتّى رجع ، فقال الناصر ابن الهادي رحمهالله :
ألا أثب فقد ولدت من يثب |
|
كلّ غلام كالشهاب الملتهب |
ومات الناصر سنة أربع وعشرين وثلاثمائة ، وذكر أنّه بقي في الأمر ثلاث سنين ، وكان جمّ الفضائل كثير المحاسن.
فولد أحمد الناصر بن أبي الحسين الهادي خمس بنات ، هنّ : فاطمة الصالحة ، وزينب ، وخديجة ، وكلثم ، وفاطمة الصغرى. ومن الرجال : شعيبا درج ، وأبا محمّد عبد الله له بنت.
وأبي القاسم محمّد حد (٣) في الخمر ، وله عدّة من الولد بحلب ومصر وغير ذلك. ومنهم : أبو السرايا أحمد الملقّب بشريف الدولة ، وأبي تراب علي ، وداود ، وغير ذلك.
والرشيد بن الناصر يكنّى أبا الفضل ، له بقيّة بحلب إلى يومنا ، وأبا عبد الله الحسين بن الناصر ، له ولد باليمن ، وأبا الغطمش إبراهيم المخل فارسهم ، له ولد
__________________
(١) أيضا فيهنّ : أبا الغطمس بالمهملة ، وهو خطأ والصحيح ما في المتن ؛ لأنّ الغطمش على وزن فعلل من أسامى العرب ، وبه كنّي أبا الغطمش الشاعر الأسدي.
(٢) في العمدة نقلا عن العمري : وكثر عليه العدوّ. وما في المتن موجّه أيضا ، وقد ورد في المقاتل في شأن مولانا المظلوم الامام أبي عبد الله الحسين سيّد الشهداء صلوات الله وسلامه عليه : قال حميد بن مسلم : فو الله ما رأيت قطّ مكثورا ، قتل أهله وأصحابه ، أربط جأشا ولا أقوى جنانا منه عليهالسلام.
(٣) في سائر النسخ : أخذ في الخمر.