وكان الشريف أبو طالب محمّد بن عمر أخو الشريف الجليل خيّرا قليل الشرّ ، وهو لأمّ ولد اسمها درّة ، على ما حكى شيخ الشرف سنة سبع وأربعمائة.
وشاهدت أنا ولده الشريف النقيب أبا الحسن عليا بسوراء ، وهو المعروف بعلي بن أبي طالب ، وكان شديدا عاقلا زيديّ المذهب متشدّدا فيه حتّى رمي بالنصب ، وأنكر أفعاله في دينه جماعة من أهله ، وهو لأمّ ولد تدعى مستطرف.
وتزوّج فاطمة بنت محمّد السابسي الشريف التقي رحمهمالله ، فحدثت أنّ الخاطب قال : وهذا علي بن أبي طالب يخطب كريمتكم فاطمة بنت محمّد ، وقد بذل لها من الصداق ما بذل أبوه لأمّها علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليهالسلام لفاطمة الزهراء عليهاالسلام ، فما بقي أحد إلاّ وبكى ، وكان يوما مشهودا ، فولد ولدين سمّاهما حسنا وحسينا ، وهو علي بن أبي طالب زوج فاطمة بنت محمّد ، أبو الحسن والحسين.
وكان الشريف أبو الغنائم محمّد بن عمر أخو الشريف الجليل من ذوي الأقدار واللسن ، وهو لأمّ ولد يقال لها : جفوة (١) ، ولمّا ولى عضد الدولة نقابة بغداد ، الشريف أبا الحسن علي بن أحمد العلوي العمري ، ما أمكن أحدا من العلويّين مناظرته على شيء ، إجلالا لعضد الدولة ورهبة منه خلا أبي الغنائم بن عمر ، فإنّه كان يناظره ، وأفضى الأمر إلى المخاصمة ، ولهما وقعة.
ولأبي الغنائم بقيّة ببغداد. من ولده : الشريف أبو علي عمر ـ بفتح العين مصروفا ـ وبيت عمر بن يحيى الأوّل بيت جليل ، رأينا منهم سادة ، ولهم بقيّة
__________________
(١) كذا في الأساس وفي (ر) أمّا في (ك) : وهو لامّ يقال لها صفوة ، وفي (ش وخ) وهو لامّ يقال لها جنوة (بالنون).