بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله على إفضاله وآلائه ، والشكر على جميل نعمائه ، والصلاة والسلام على سيّد السفراء الإلهيّين ، وأشرف البريّة أجمعين ، وعلى آله مشاكي الدجى ، ومصابيح الهدى.
وبعد : فيقول خادم علوم أهل البيت أبو المعالي شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي حشره الله تعالى تحت راية جدّه أمير المؤمنين روحي له الفداء :إنّه سأل بعض الأفاضل عنّى تأليف رسالة في ترجمة مؤلّف كتاب المجدي للعلاّمة النسّابة الشريف نجم الدين أبي الحسن علي العلوي العمري الأطرفي الشهير بابن الصوفي.
وأنا حليس الفراش وضجيع المبيت ، وحيث لم أجد بدّا في إسعاف مأموله ، وإنجاح مسئوله مع رعاية الوجازة ، نظرا إلى انكسار الحال ، وتبلبل البلبال ، وسمّيتها : «المجدي في حياة صاحب المجدي».
فنقول بعونه تعالى وتقدّس : لا بدّ لنا من ذكر مقدّمة ، وهي : إنّ علم الأنساب من أهمّ العلوم والفضائل عند الاسر البشريّة ، والأقوام من السلف إلى الخلف ، سيّما علماء الاسلام ، حيث اهتمّوا بتنسيق زبر وأسفار في شأن هذا العلم ، ركبوا جياد المشاقّ ، وساعوا عزمات الجدّ والاجتهاد ، فشمروا الذيل في ذلك ، فجالوا في المفاوز والسباسب ، حتّى ألّفوا مئات وألوف في هذا الموضوع.