محمّدا وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن ، ولكن يظهر ممّا ورد في أمالي الزجاجي أنّ ابن هرمة كان من الذين يرون أنّ خروج محمّد لا ينجح ، ولا يمكن له : «أن يدفع ظلما أو ينعش حقّا ، وستصطلمه البليّة وقيامه زيادة في مكروه» الطالبين ، وموجب لتشديد الضغط على شيعة أمير المؤمنين عليهالسلام ، يقول الزجاجي باسناده ... «لقيت ابن هرمة منصرفه من المدينة ، فقال لي : قد خرج هذا الرجل ـ يعني محمّد بن عبد الله بن الحسن ـ وقلت أبياتا فاعرفها واحفظها :
أرى الناس في أمر سحيل فلا تزل |
|
على حذر حتّى ترى الأمر مبرما |
وانّك لا تسطيع ردّ الذي مضى |
|
إذا القول عن زلاّته فارق الفما |
فكائن ترى من وافر العرض صامتا |
|
وآخر أردى نفسه إن تكلّما |
ومن أراد تفصيل بيان العلاقات بين ابني عبد الله بن الحسن والحسن بن زيد رضياللهعنه وابن هرمة ، فليراجع الأغانى ج ٤ ص ٣٧٥ وتاريخ دمشق ١٥٩ / ١٦٤ وخزانة الأدب ج ٣ ص ٢٥٩.
وممّا هو جدير بالذكر : انّ الحسن بن زيد بن الحسن عليهالسلام نهى ابن هرمة عن شرب الخمر ، بعد توليه الامارة بالمدينة قائلا له : «إنّي لست كمن باعك دينه رجاء مدحك وخوف ذمّك ، فقد رزقني الله تعالى بولادة نبيّه عليهالسلام ، الممادح وجنّبنى المقابح ، وان من حقّه عليّ ألاّ أغضى على تقصير في حقّ ربّه ، وأنا أقسم بالله لئن أتيت بك سكران لأضربنّك حدّين : حدّا للخمر ، وحدّا للسكر ، ولأزيدنّ لموضع حرمتك بي ، فليكن تركك لها ، لله تعن عليه ، ولا تدعها للناس فتوكّل إليهم ، فنهض ابن هرمة من بين يديه ، وهو يقول :
نهاني ابن الرسول عن المدام |
|
وأدّبني بآداب الكرام |
وقال لي اصطبر عنها ودعها |
|
لخوف الله لا خوف الأنام |