ص ٢٥٠ ـ إدريس بن عبد الله بن الحسن ...
وقد ورد خبر مقتل إدريس في «مقاتل الطالبيّين» و «تاريخ الطبري» و «الكامل لابن الأثير» بغير هذا أيضا ، ويحكي أبو الفرج في المقاتل قصّة اختفاء إدريس بعد مقتل ابن عمّه الشهيد الحسين صاحب فخّ رضوان الله عليه ، وخروجه من الحجاز في جمله حاج مصر وافريقيه ، وما جرت عليه من المضايق حتّى وصوله إلى فاس وطنجة.
فيقول : وبلغ الرشيد خبره ، فغمّه فقال النوفلي خاصّة في حديثه ، وخالفه علي بن إبراهيم وغيره فيه ، فشكا ذلك إلى يحيى بن خالد ، فقال : أنا أكفيك أمره ودعا سليمان بن جرير الجزري ، وكان من متكلّمي الزيديّة البتريّة ، ومن اولي الرئاسة فيهم ، فأرغبه ووعده عن الخليفة بكلّ ما أحبّ على أن يحتال لإدريس حتّى يقتله ، ودفع إليه غالية مسمومة ، فحمل ذلك وانصرف من عنده ... حتّى وصل إلى إدريس ... فقال (لإدريس) : هذه جعلت فداك ، قارورة غالية حملتها إليك ... ، فقبّلها وتغلّل بها وشمّها ... وسقط إدريس مغشيّا عليه ... وقضى عشيّا ...
وذكر علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن موسى : أنّ الرشيد وجّه إليه الشماخ (اليمامي كما في الكامل والطبري) مولى المهدي وكان طبيبا ، فأظهر له أنّه من الشيعة وأنّه طبيب ، فاستوصفه فحمل إليه سنونا وجعل فيه سمّا ، فلمّا استنّ به جعل لحم فيه ينتثر.
(وكذا وردت القصّة في الطبري وابن أثير) وقال ... حدّثني داود بن القاسم الجعفري أنّ سليمان بن جرير أهدى إلى إدريس سمكة مشويّة ، فقتله رضوان الله عليه ورحمته. انتهى.