والكلم ثلاث : اسم ، وفعل ، وحرف. وللتعليق فيما بينها طرق معلومة ، وهو لا يعدو ثلاثة أقسام : تعلّق اسم باسم ، وتعلّق اسم بفعل ، وتعلّق حرف بهما.
فالاسم يتعلّق بالاسم بأن يكون خبرا عنه ، أو حالا منه ، أو تابعا له صفة أو تأكيدا ، أو عطف بيان ، أو بدلا ، أو عطفا بحرف ، أو بأن يكون الأوّل مضافا إلى الثّاني ، أو بأن يكون الأوّل يعمل في الثّاني عمل الفعل ، ويكون الثاني في حكم الفاعل له أو المفعول. وذلك في اسم الفاعل كقولنا : «زيد ضارب أبوه عمرا» (١).
وكقوله تعالى : (أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها) [النساء : ٧٥] ، وقوله تعالى : (وَهُمْ يَلْعَبُونَ. لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ) [الأنبياء : ٢ ـ ٣] ، واسم المفعول كقولنا : «زيد مضروب غلمانه» ، وكقوله تعالى : (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ) [هود : ١٠٥] والصفة المشبّهة كقولنا : «زيد حسن وجهه ، وكريم أصله ، وشديد ساعده» ، والمصدر كقولنا : «عجبت من ضرب زيد عمرا» ، وكقوله تعالى : (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً) [البلد : ١٤ ـ ١٥] ، أو بأن يكون تمييزا قد جلاه ، ومنتصبا عن تمام الاسم ـ ومعنى «تمام الاسم» ، أن يكون فيه ما يمنع من الإضافة ، وذلك بأن يكون فيه نون تثنية ، كقولنا : «قفيزان (٢) برّا» ، أو نون جمع كقولنا : «عشرون درهما» ، أو تنوين كقولنا : «راقود (٣) خلّا» ، و «ما في السّماء قدر راحة سحابا» ، أو تقدير تنوين كقولنا : «خمسة عشر رجلا» ، أو يكون قد أضيف إلى شيء ، فلا يمكن إضافته مرّة أخرى ، كقولنا : «لي ملؤه عسلا» ، وكقوله تعالى : (مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً) [آل عمران : ٩١].
وأمّا تعلّق الاسم بالفعل ، فبأن يكون فاعلا له ، أو مفعولا ، فيكون مصدرا قد انتصب به كقولك : «ضربت ضربا» ، ويقال له المفعول المطلق. أو مفعولا به كقولك : «ضربت زيدا» ، أو ظرفا مفعولا فيه ، زمانا أو مكانا ، كقولك : «خرجت يوم الجمعة ، ووقفت أمامك» ، أو مفعولا معه كقولنا : «جاء البرد والطّيالسة» و «لو تركت الناقة وفصيلها لرضعها» ، أو مفعولا له (٤) كقولنا : «جئتك إكراما لك ، وفعلت ذلك
__________________
(١) فاعل لاسم الفاعل (ضارب) وعمرا : مفعول به (له).
(٢) القفيز : مكيال من المكاييل : معروف وهو ثمانية مكاكيك عند أهل العراق ، وهو من الأرض قدر مائة وأربع وأربعين ذراعا. اه اللسان مادة «قفز» (٥ / ٣٩٥).
(٣) الراقود : دنّ طويل الأسفل كهيئة الإردبّة يسيّع داخله بالقار والجمع الرواقيد وهو معرّب. اه اللسان مادة / رقد / (٣ / ١٨٣).
(٤) هو المفعول لأجله نحو «إكراما».