«من مشى على الأرض اختيالا لعنه الأرض ومن تحتها ومن فوقها» (١٧)
ونهى ان يختال الرجل في مشيته وقال :
«من لبس ثوبا فاختال فيه خسف الله به في سعير جهنم ، وكان قرين قارون ، لأنه أوّل من اختال فخسف الله به وبداره الأرض ، ومن اختال فقد نازع الله في جبروته» (١٨)
(إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ)
يختال بنفسه ويفتخر بماله ، وذلك نوع من الشرك ، وفي الحديث القدسي عن الله عز وجل :
«العظمة ردائي ، والكبرياء إزاري فمن نازعني فيهما قصمته»
(١٩) (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ)
وكلمة القصد هنا تعني تحديد الهدف ، ولا يصح من العاقل ان يمشي بلا هدف ، كما تعني الاقتصاد أيضا ، ولا شك ان من يمشي على بصيرة ولهدف معين لن يحتاج إلى صرف المزيد من الطاقات التي لا داعي لها ، فلو افترضنا ان سيارة تحركت باتجاه معلوم فان مقدار الوقود الذي ستصرفه سيكون اقتصاديا متناسبا مع الهدف ، اما لو تحركت سيارة أخرى تريد هدفا غير محدّد أو من دون هدف فستبقى تحرق الوقود من غير نهاية ، وليس ثمة شك في ان حركة الإنسان دليل على نفسيته.
(وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ)
__________________
(١٧) المصدر / ص (٢٠٧).
(١٨) المصدر.