(بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)
فبعزّته يأخذ الكافرين ، وبرحمته يفتح للمؤمنين.
(٦) لا شيء يحدّد أو يعجز إرادة الربّ العزيز المقتدر ، وكل شيء مستجيب طوعا أو كرها لمشيئته التي لا ترد ، ولكن ذلك لا يعني أنّه سبحانه يريد شيئا بلا حكمة أو يخلف وعدا أو ينقض عهدا ، كلا .. لقد وعد عباده الصالحين النصر ، وهو لا يخلف وعده أبدا.
(وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ)
وانّما يخلف العاجز أو الجاهل ، وربّنا عزيز عليم.
(وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
فتراهم يركنون إلى الظالمين خشية بطشهم ، ولا يأوون إلى ركن الحق الذي وعد الله بنصره.
(٧) أكثر الناس لا يعلمون طبيعة الدنيا ، لأنهم :
(يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ)
فهم غافلون عن عواقب الأمور ، وإنّما يرون ظاهر الأمور ، ومن العواقب التي يغفلون عنها النشور.
إنّ الآخرة هي غيب الدنيا ، والدنيا منطوية عليها ، ولكنّ أكثر الناس ينظرون إلى هذا الظاهر المشهود دون ذلك الغيب. إنّهم ينظرون إلى سلطة الجبابرة ولا يعلمون أنّ سنة الله (التي يسمونها بلغتهم المادية قانون الطبيعة) تقتضي زوال