(وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُ)
الذي تعالى عن صفات المخلوقين ، فلا زوال ولا اضمحلال ، ولا نفاد ولا تحديد ، ولا نقص ولا عجز ، ولا سنة ولا نوم سبحانه.
(الْكَبِيرُ)
قدرته واسعة ، وعلمه محيط ، ورحمته شاملة ، ومنّه قديم ، وفضله عميم ، وآياته في كل أفق ، وشهادته أكبر شهادة. فلا شيء في الحياة الا بتدبير منه سبحانه.
وهناك علاقة بين دعوة الله لنا في أول الآيات إلى النظر في الكون ، ودعوته لنا في آخرها إلى النظر في سلوكنا ، عند ما يخبرنا بأنه محاط بعلم الله ، وتحت سمعه وبصره ، وتتلخص هذه العلاقة في ضرورة انعكاس نظرتنا إلى الكون على سلوكنا في الحياة ، كما تسوقنا الآية إلى حقيقة التوحيد في هذا الكون ، إذ تهدينا إلى أن الرب الذي يولج الليل في النهار ، والذي سخر الشمس والقمر هو الذي يدبر الإنسان ويرعاه ، فيعلم ما يعمل ، ويحاسبه ويجازيه عليه.
(٣١) (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ)
الفلك هي السفن التي كانت تحركها الرياح ، وذلك بنعمة الله ورحمته ، إذ بعث هذه الرياح واجرى السفن التي عبرها جعلت الرياح في خدمة الإنسان.
وبما أن الهدف الأسمى من نعم الله على الإنسان تكامل روحه ومعنوياته ، فقد قال الرب :
(لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ)