يقول محمد بن خلّاد : سمعت أبا الحسن صلوات الله عليه يقول :
«من حمد الله على النعمة فقد شكره ، وكان الحمد أفضل من تلك النعمة» (٤)
ويقول مالك بن أعين الجهني : اوصى علي بن الحسين (عليه السلام) بعض ولده فقال :
«يا بني! اشكر الله لمن أنعم عليك ، وأنعم على من شكرك ، فانه لا زوال للنعمة إذا شكرت ، ولا بقاء لها إذا كفرت والشاكر بشكره أسعد منه بالنعمة التي وجب عليه الشكر بها ، وقرأ علي بن الحسين : وإذ تأذّن ربكم لأن شكرتم لأزيدنكم» (٥)
ويكفي المؤمن دافعا الى الشكر انه ينظر الى البلاء ينزل على الناس وهو معافى عنه ، ويقول في نفسه : ماذا لو قدر الله على هذا البلاء ، فيتلألأ قلبه نورا وشكرا.
هكذا أجاب الامام أمير المؤمنين رجلا سأله : بماذا شكرت نعماء ربك؟ فقال :
«نظرت الى بلاء قد صرفه عني ، وأبلى به غيري ، فعلمت أنه قد أنعم علي فشكرته» (٦)
وكلما رأى المؤمن مبتلى ازداد لربه شكرا على انه لا يزال معافى.
هكذا علمنا ديننا أن نشكر الله حين نرى مبتلى ، وهكذا يقول إمامنا الباقر عليه
__________________
(٤) المصدر / ص (٣١).
(٥) المصدر / ص (٥٠).
(٦) المصدر / ص (٤٣).