«ان الله أنعم على قوم بالمواهب فلم يشكروا فصارت عليهم وبالا ، وابتلى قوما بالمصائب فصبروا فصارت عليهم نعمة» (٩)
ومن أبرز أخطار ترك الشكر أنه ليس فقط يسبب في زوال النعم ، بل ويتحول الى وبال يمنع عودة النعم عادة. مثلا : إذا أنعم الله على عبد فأصبح قائدا ، وأبطره المنصب فأقيل منه لا يعود اليه هذا المنصب بسهولة ، لأن الناس يرفضونه بسبب تجربته الفاشلة في الحكم ، كذلك ينبغي التشبث بالنعم عبر الشكر حتى لا تزول ثم لا تعود أبدا.
قال الامام الصادق عليه السلام حسبما جاء في رواية زيد الشحّام :
«أحسنوا جوار النعم ، واحذروا أن ينتقل عنكم إلى غيركم ، أما إنها لم ينتقل عن أحد قط فكادت ان ترجع اليه وأضاف عليه السلام قائلا : وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول : قلّ ما أدبر شيء فأقبل» (١٠)
والذين يشكرون النعم يعرفون أنها قد تكون البداية لسلسلة متكاملة من فضل الله ، وهكذا يستدرجونها لأنفسهم بشكرها ، بينما غيرهم يبطرون بها فلا تستكمل النعم عندهم ، فمن حصل على ألف ، وشكر النعمة بالسعي والنشاط ، وأداء حقوق الناس استدرج الألوف ، بينما الذي يبطر بها فهو لا يحصل على المزيد بل يفقد الموجود.
هكذا يقول الامام أمير المؤمنين (عليه السلام):
__________________
(٩) المصدر / ص (٤١).
(١٠) المصدر / ص (٤٧).