رابعا : أداء حقوق النعمة ، والالتزام بالحدود التي شرعها الدين لها.
دخل سدير الصيرفي على الامام الصادق (وكان ذا غنى حسب الظاهر) قال له :
يا سدير! ما كثر مال رجل قط إلّا عظمت الحجة لله عليه ، فان قدرتم [على أن] تدفعونها [كذا] على أنفسكم فافعلوا.
فقال له : يا ابن رسول الله بماذا؟
قال :
بقضاء حوائج إخوانكم من أموالكم ، ثم قال : تلقّوا النعم ـ يا سدير ـ بحسن مجاورتها ، واشكروا من أنعم عليكم ، وأنعموا على من شكركم ، فانكم ـ إذا كنتم كذلك ـ استوجبتم من الله الزيادة ، ومن إخوانكم المناصحة ، ثم تلا : «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ» (١٥)
خامسا : بالاجتهاد في سبيل الله ، وابتغاء مرضاته ، ذلك ان النفس الشاكرة تنبعث عفويا نحو الطاعة ، والاجتهاد في العبادة لا لأداء حق الله الذي عليها ، لأن حق الله أعظم من ان يؤديه شكر العبد ، أو ليس العمل ـ بالتالي ـ يكون بحول الله وتوفيقه مما يقتضي المزيد من الشكر ، انما حبّا لله وشوقا الى لقائه الكريم. تعال معي الى الرسول الأعظم محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وآله ـ لنرى كيف كان يجهد نفسه في العبادة شكرا لله.
يدخل عليه عمر بن الخطاب والنبي محموم ، فقال له عمر : يا رسول الله! ما أشد
__________________
(١٥) المصدر / ص (٤٨).