فما هو الهدف من خلقه الإنسان؟ الهدف ليس إلّا البعث بعد الموت.
ثانيا : هذه الآية تدلّ على أنّ الكون ينتهي لأنّه لأجل مسمّى.
وجاء في الحديث القدسي :
«يا ابن آدم إنّما أنت أيّام فإذا مضى يوم فقد مضى بعضك»
إنّ النظرة الجامدة إلى الخليقة مسئولة عن أخطاء منهجيّة عديدة ، ومن لم يحسب للزمن حسابه فإنّه ليس فقط لا ينجح في حياته ، ويأوي إلى ظلّ الكسل والترهّل ، بل وأيضا لا يعي حقيقة الدنيا التي جعل الأجل جزء هامّا فيها.
من جهة ثانية : إنّ الحق الذي يعني جملة السنن الإلهية أساس الخليقة ، فما من شيء إلّا وتحيط به أنظمة إلهيّة تحدّد مسيرته.
وإذا تعمّق الإنسان في هاتين الحقيقتين الحق والأجل اهتدى إلى الإيمان بالبعث والنشور ، لأنّه يعرف أنّ الأساس الذي خلق عليه الخلق هو ذاته الأساس الذي خلق به الإنسان.
(وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ)
(٩) (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ)
لينظروا بأعينهم تجسيد تلك الحقائق التي سبقت.
(كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها)