فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلّا الله» (٢٦)
(وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ)
غدا لأن العوامل التي تؤثر في سلوك الإنسان لا تحصى عددا ، فكيف يتحكم فيها بصورة جازمة ، بلى. هنالك تخطيط وتقدير واطمئنان نسبيّ ، ولكن علم الغد خاص بالرب.
وحين لا يعلم البشر ما يفعله غدا فبالتأكيد لا يعلم ما يفعله الآخرون ، وما قد يقع مستقبلا ، وأفضل الخبراء عاجز عن معرفة المستقبل تفصيلا ، مما يدل على ان المدبر للحياة ليس الإنسان نفسه.
كذلك قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام :
«عرفت الله سبحانه بفسخ العزائم ، وحل العقود ، ونقض الهمم» (٢٧)
(وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ)
وهكذا تكون النهاية بيد الله وحده ، فلما ذا الغرور؟!
يقول الحديث المأثور عن الامام الصادق عليه السلام :
«إن النّطفة إذا وقعت في الرحم ، بعث الله عز وجل ملكا فأخذ من التربة التي يدفن فيها فماثها (٢٨) في النطفة فلا يزال قلبه يحن إليها حتى يدفن
__________________
(٢٦) المصدر / ص (٢١٩).
(٢٧) نهج البلاغة قصار الحكم / رقم (٢٥٠).
(٢٨) ماثها : أذابها.