عقولهم ، أو اتبعوا رسالة الله ، ولكنهم لم يفعلوا ، والله يؤكد على هذه الحقيقة في سورة التكاثر إذ يقول : (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ* ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ* كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ* لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ) ولأن المتقين استفادوا من عقولهم ووحي ربّهم فإنهم عرفوا بأن منهج الكفر ينتهي الى النار ، بينما ينتهي منهج الايمان الى الجنّة :
«فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون ، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون ، ولو لا الأجل الذي كتب الله لهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين أبدا ، شوقا الى الثواب ، وخوفا من العقاب» (٣)
(١٣) (وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها)
ولكنّ الهداية التي تنفع الإنسان ، وتتفق مع الحكمة من الحياة الدنيا ، هي التي يصل إليها الإنسان بعقله وإرادته ، وبالاستفادة من رسالة ربّه إليه. ولو شاء الله جبر الناس على الهدى ، وكانت تنتهي بهم الى الجنة.
(وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)
وهذا القسم يدعونا الى الجدّ في الحياة ، والسعي لكسب الجنة ، واجتناب النار الذي لا يمكن من دون العمل الصالح.
(١٤) ثم يؤكد القرآن أن حقيقة الآخرة مسجلة في ذاكرة الإنسان الفطرية ، كما يمكن له أن يستنتجها بإعمال عقله ، وتصديق رسالة ربّه ، إلا أنه ينساها
__________________
(٣) المصدر.