وينقل لنا السياق قصتين ، إحداهما شخصية والثانية عامة :
الف : فمن خلال قصة زيد الذي تبنّاه الرسول ينفي الذكر الحكيم عادة جاهلية كانت سارية حتى نقضها الإسلام بالقرآن وعبر تحدي شخص الرسول لها ، وهي إلحاق الولد بمن تبنّاه ، دون من كان من صلبه ، ونستوحي منها أمرين :
أولا : إنّ الرسول ليس أبا لزيد ، ولا يحق له ان يدعي القيادة بهذا العنوان.
ثانيا : إنّ النبي يتحدى شخصيا عادات الجاهلية ، ويتحمل الأذى في ذلك مما يبين صفة التحدي عند القائد الرسالي.
ويكمل السياق بيان شخصية القائد بأنّ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأن أزواجه أمهات المؤمنين ، وأنّ أولي الأرحام ـ وهم هنا أبناء الرسول من صلبه ـ بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ، وهكذا يرسم الخط القيادي للامة من بعد الرسول.
ويؤكد على الميثاق الذي أخذه الله من النبي كما أخذه من أولي العزم من الرسل قبل ان يحمّلهم الرسالة ، ولعل أعظم بنود الميثاق : عدم الخضوع للمنافقين والكافرين ، وإخلاص الطاعة لله.
باء : ومن خلال قصة الأحزاب ، يبين السياق صفات القيادة الرسالية وكيف يجب ان تتبع في الساعات الحرجة ، والا تخور عزيمة المؤمنين في طاعتهم لها بمجرد تعرضهم لابتلاء شديد ، وكيف ينبغي أن يتخذ الرسول أسوة حسنة.
بلى. إنّ الطاعة حقّا تتبين عند مواجهة الأخطار ، وعلى الناس أن يرفعوا بطاعتهم للرسول الى هذا المستوى ، ولا يكونوا كالمنافقين الذين يستأذنون الرسول