القضايا الأسرية ، وقضية اجتماعية كتحدي ضغوط الكفار والمنافقين في الحرب؟!
والجواب : إنّ الاسرة هي المدرسة الأولى التي تصوغ حياة الإنسان في بعديها المادي والمعنوي ، ويجب ان يكون هدفها في المجتمع الاسلامي بناء الإنسان الصلب الذي لا يتأثر بالضغوط الخارجية ، ولا يخضع للشهوات ، والقادر على خوض الحروب باستقامة ووعي ، دفاعا عن المبادئ والمجتمع ، في حال تعرضهما للخطر. لذلك حينما يحدثنا القرآن عن الاستقامة ، وعن الإيمان الكامل والقيادة الرسالية ، يحدثنا كذلك عن الاسرة ، التي ينبغي ان تربي المؤمن المستقيم.
وفي سورة «المؤمنون» رأينا كيف أنّ ربنا حينما حدثنا عن الطراز المتكامل للإنسان المؤمن ، كان يحدثنا أيضا عن الأسرة الصالحة ، وهي منبت الإيمان ، ومزرعة التقوى ، ومدرسة الأخلاق الفاضلة في سورة «النور».
وفي نهاية الدرس يؤكد القرآن على أنّ الاسرة نظام فطري يزكيه الإسلام ويؤكده ، وليست نظاما اعتباريا أو قانونيا فقط ، وبتعبير آخر لا يمكن طريق القانون ، أو ما يسمّى في لغة الحقوقيين الاتفاق أو العقد الاجتماعية أن تلغي الاسرة ، لأنها من الحقائق الفطرية ، فزوجة الإنسان لا تضحى أمّه أو أخته.
وبذلك يخالف الإسلام العادة الجاهلية التي كانت تقضي ، بأن يتعامل الإنسان مع زوجته ، كتعامله مع امه أو أخته ، بمجرد ان يقول لها : أنت عليّ كظهر أمي ، أو كظهر أختي ، أو العادة الاخرى التي تقتضي بأن يكون الواحد ولدا للآخر لأنه ربّاه ، حتى لو كان قد عثر عليه في الطريق ، ويبين القرآن انه لا يكون ولدا له ، بلى. انه أخ له في الدين ، وتربطه به علاقة الولاية ، ان لم يعرف والده.
ولعل تأكيد القرآن على هذا الأمر يهدف إيجاد حدود للاسرة ، وإعطائها