١ ـ إن الله يعلم أهداف المنافقين والكافرين ، من ضغوطهم على الرسول ، وما ينتهي اليه الأمر من فساد لو يطيعهم ، فهو حكيم إذ ينهى نبيه (ص) عن الخضوع لهم.
٢ ـ ان الله حين يذكر هاتين الصفتين بعد ان يأمر بالتقوى وينهى عن طاعة المنافقين والكافرين ، فلأنّ التقوى تنبع من إحساس الإنسان بإحاطة الله له علما ، ولأنّ الطاعة تأتي من الاعتقاد بأنّ الذي يأمره حكيم في أمره.
(٢) ان هدف هؤلاء من الضغط على الرسول هو صدّه عن رسالة ربه لهذا حثّ القرآن بعد ان نهى النبي عن الطاعة لهم ، على الالتزام بالوحي فقال :
(وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ)
يتجلّى واقع القيادة في الظروف الصعبة فيعرف مدى توكلها على الله ، ووعيها للأمور ، وتصديها لمسؤولياتها.
فالقيادة الرسالية هي التي تتبع أمر الله ورسالته وتستقيم عليها ، في مختلف الظروف ، دون أن تستجيب لما يقوله الآخرون مما هو مخالف للرسالة ، وهنا نؤكّد بان الضغط الذي تواجهه القيادة داخليا ، من قبل المجتمع بقطاعيه العام أو الخاص ، أشدّ وأصعب من الضغط الخارجي ، لان انهيار الجبهة الداخلية التي تعتمدها القيادة أخطر من أيّ شيء آخر ، ودور القيادة وأهميتها تبرز في تصدّيها لعوامل هذا الانهيار وعلاجها له ، وليس الانسياق معه. وحينما يعتبر القرآن الشورى ضرورية ويأمر بها القيادة الرسالية ، لا يغفل حقيقة هامّة ، إذ يقول : (وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) فالقيادة هي التي تعزم وتقرر ، ولكن ليس وفق أهواء الآخرين ولا حتى اهوائها ، انما وفق هدى الله ووحيه.