النابعة من ذاته أو الآتية من المجتمع.
(وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ)
جميعا ، ولكن هذا العهد كان أشد وأخص بالنسبة لأولى العزم من الرسل ، وهم الذين ذكرت بهم الآية في قولها :
(وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ)
فالأنبياء أفضل من سائر الناس ، والرسل أفضل من الأنبياء ، وأفضل الرسل هم أولوا العزم ، وأكرم أولي العزم محمد (ص).
(وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً)
ولعل وجه التخصيص أن أولي العزم أكرم الناس عند الله ، فهم أكثرهم تعرّضا للبلاء والمصاعب.
(٨) ثم بعد هذا الميثاق الذي أخذه الله على الناس ومن ضمنهم الأنبياء فأقروا بالربوبية له (٤) وعاهدوه بالتسليم ، خلق الحياة الدنيا ليتبين الصادق من الكاذب فيهم.
(لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ)
فالإنسان لا يعرف حقيقة ما يدّعيه إلا عند الامتحان ، فان كان صادقا أدخله الله في جنته ورحمته ، وإن كان كاذبا عذبه.
(وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً)
__________________
(٤) راجع الآية / (١٧٢) / الأعراف.