أجل الآخرة ، أو تنسى ضرورات الحياة ، فالرسل ـ وهم قادة الناس ـ بشر فرض الله عليهم أن يعيشوا كسائر البشر حياة تجمع العقل والحاجة ، ولا يمكن لأحد أن يتجاوز هذا الفرض لكونه قائدا ، ثم يدّعي بأنّ ذلك من ضرورات الرسالة ، لأنّ :
«من لا معاش له لا معاد له»
وأئمة المتقين هم الذين يطلبون من الله أن يهبهم أفضل الأزواج والبنين ، في الوقت الذين يطلبون أن يجعلهم أئمة للمتقين (رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) (٥)
وهذا هو السلوك المتكامل للقيادة ، والذي يجعلها أسوة للآخرين ، وهو سلوك القادة الرساليين من الأنبياء ، والأوصياء ، والأولياء عبر التاريخ ، وهو دليل على نوع الرسالة التي يدعون الناس إليها.
إنّ الحياة الفاضلة هي التي تدعو إليها الآية الكريمة : (وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا) (٦) ولا يمكن للقائد أن يتضخّم فيه جانب على حساب الجانب الآخر ، لأنّ الناس آنئذ لن يتبعوا هذه القيادة ، لأنّ التمتع بالدنيا كما التطلع للآخرة قضية يقرّها العقل البشري.
إذن لا داعي للحرج ، وذلك لأسباب هي :
أوّلا : إنّ زواجه من زينب واجب مفروض عليه من قبل الله ، كما أنّه من نفع الرسول لذلك جاء التعبير ب «له» وليس عليه.
__________________
(٥) الفرقان / (٧٤).
(٦) القصص / (٧٧).