ذلك فقط لقرابتهم الاجتماعية منه ، انما لتجسيدهم قيمه ورسالته في الحياة مما جعلهم أبناءه قلبا وقالبا ، روحيّا وجسديّا.
(ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ)
وهذا نفي للعلاقة المادية المجردة ، بينما الشطر الثاني من الآية إثبات للرسالة والعلاقات المنبثقة منها.
(وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ)
وفي تفسير الرسول لهذه الآية : قال جابر بن عبد الله الانصاري ، قال النبي (ص) : «انما مثلي في الأنبياء كمثل رجل بنى دارا فأكملها وحسنها إلّا موضع لبنة ، فكان من دخلها فنظر إليها قال : ما أحسنها إلّا موضع هذه اللبنة!! قال (ص) : فأنا موضع اللبنة ، ختم بي الأنبياء». (٣) وهذا يعني ان الكيان الرسالي غير مكتمل من دون الرسول.
وفي نهاية الآية الكريمة يؤكد الله على احاطته علما بالأشياء ، فما هو معنى ذلك ، وما علاقته بما قبله؟
حينما نراجع آيات القرآن حول الطبيعة نجدها تحدثنا عن النمو والتكامل ، فالسماوات والأرض وعموم الطبيعة انما وصلت لهذه الصورة من الكمال عبر مراحل ، قال تعالى : (اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) (٤) وهذه الآية تكشف لنا طبيعة النمو البشري ، وان البشرية منذ خلق الله آدم عليه السلام ، إلى أن بعث النبي الأكرم (ص) كانت في مسار تكاملي ، وان
__________________
(٣) نور الثقلين / ج ٤ / ص ٢٨٥
(٤) السجدة / ٤