(وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ)
أما من أين يستمد الرسالي روح الاستقامة؟ فذلك من توكله على الله ، أما لو اعتمد على نفسه أو على الآخرين فانه لن يستطيع ذلك.
ومن الملاحظ : ان القرآن يأمر بالتوكل عند ما يأمر بالسلم مع الأعداء ، أو الصبر عليهم ، أو ترك أذاهم ، أو ما أشبه ، كقوله تعالى : (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ).
ولعل السبب هو ان المبادرة بالاعتداء على الآخرين تأتي ـ عادة ـ من الخوف منهم ، ومن يتوكل على الله لا يخاف ، ولذلك لا يعتدي على أحد ، بل لا ينتقم منهم حتى لا يشكلوا خطرا حقيقيّا عليه.
(وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً)
وعند ما يدعو القرآن الرسول إلى التوكل على الله لا يكتفي بالقول : «وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ» إنما يتبع ذلك بقوله : «وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً» وذلك حتى لا نعتقد بامكانية الخلط في التوكل بين الله والآخرين ، ففي الوقت الذي نرفع فيه شعار الإسلام نعتمد على الغرب أو الشرق ، كلا .. ففي الله الكفاية.