التحجب عن أخوالهن واعمامهن من دون سائر المؤمنات. (٢)
والذي يؤيد هذا الرأي ان ما تعرضت لهم الآية من الذكور لا يجوز لهم الزواج من نساء النبي وان نزلوا ، وهناك رأي آخر يقول : ان ترك الخال والعم كان لدلالة السياق عليهما ذلك ان الآية ذكرت أبناء الاخوان وأبناء الأخوات ، وهم الذين تصبح المرأة بالنسبة إليهم عمّة أو خالة ، فدل على حرمة العم والخال لأنها ذات العلاقة ، ولا فرق بين العم والعمة والخال والخالة. (٣)
ولم تذكر الآية أيضا والد الزوج أو ابنه لأنهما ـ بالنسبة الى نساء النبي ـ لم يكونا موجودين عملا.
وبعد هذه المجموعة من الأحكام المتقدمة يحث القرآن نساء النبي على التقوى قائلا :
(وَاتَّقِينَ اللهَ)
وهذا التأكيد على التقوى لسببين :
الاول : حتى لا تزعم اي زوجة للرسول ان مجرد انتمائها اليه يعفيها عن المسؤوليات الدينية ، أو يجعلها أرفع درجة من غيرها. كلا .. بل الأهم من الانتماء الظاهري انتماؤها الواقعي للنبي بالتقوى.
الثاني : لان التقوى أفضل وازع نفسي عن تعدي حدود الشريعة ، وما لم يسع المؤمن نحو إيجاد روح التقوى في نفسه فانه لن يستطيع الالتزام بكثير من الأحكام ،
__________________
(٢) تفسير مجمع البيان / ج (٨) / ص (٣٦٨) / عن الشعبي وعكرمة.
(٣) تفسير نمونه / ج (١٧) / ص (٤١٢).