(٦٠) ولان مشكلة الحجاب ذات طرفين ، فانا نجد السياق في الوقت الذي يفرضه على النساء يزجر الرجال عن إيذائهن ، لأنه كما يجب على المرأة الحجاب يجب على الرجل غض البصر ، وهنا نجد السياق حادّا مع المنافقين ، والذين في قلوبهم مرض ، والمرجفون (وهم الذين يذيعون في البلد الاشاعات الكاذبة).
يقول تعالى :
(لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ)
وكل هؤلاء تجمعهم السلبية الاجتماعية ، والذاتية ، فالمنافق يعيش بشخصيتين الاولى مع المجتمع والرسالة وهي الظاهرة ، والثانية ضدهما وهي الباطنة ، أما مريض القلب فهو يعيش العقد ، ومختلف الأمراض النفسية ، التي يبحث عن متنفس لها ، ودائما ما يكون تنفيسه هو التشفي من أبناء المجتمع ، اما المرجف فان طبيعته تضعيف النفوس ، وبث الوهن والخوف في صفوف المجتمع ، عبر اشاعة الفواحش والأخبار السلبية فيه ، ويبدو أن هذه الآية تأول معنى الأذى في الآية السابقة ، فهؤلاء هم الذين يؤذون المؤمنين.
ولا بد للمجتمع والقيادة الرسالية من مواجهة هذا القطاع من الناس حتى تستمر مسيرته التصاعدية ، ونهاية هذا الدرس يحدد الموقف السليم من هؤلاء ان لم يرتدعوا بالإنذار.
(لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ)
نحرضك عليهم لإخراجهم من المدينة ، وتطهير المجتمع من رجسهم.