(ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها)
في المدينة.
(إِلَّا قَلِيلاً)
ان أبعاد هؤلاء عن المجتمع ، وبالتالي عن التأثير فيه أمر مهم ، لأن من طبيعتهم الإفساد ، فلا حلّ معهم الا الاجتثاث الجذري ، حتى لا ينفثوا سمومهم ، أو يتوسعوا ليكوّنوا لهم خطّا انهزاميّا سلبيّا في المجتمع ، ويبدو أن نزول هذه الآية ـ وعموما سورة الأحزاب ـ بعد استئصال الخطر الآتي من مشركي قريش ، ويهود المدينة يدل على ان اهتمام المسلمين انعطف نحو تصفية الحسابات الداخلية ، خصوصا مع المنافقين الذين كانوا يقومون بأدوار خبيثة ضد المجتمع الاسلامي.
ونستوحي من ذلك أمرين :
أولا : حينما تعجز القوى المعادية عن كسر شوكة المسلمين تحاول التأثير عليهم داخليّا بإثارة المنافقين وضعاف النفوس.
ولعل الأعداء فعلوا مثل ذلك بعد انهزامهم في الأحزاب ، مما دفع بالمسلمين لمواجهة الوضع بقوة وحزم.
ثانيا : حينما ينتصر المسلمون في جبهة خارجية عليهم أن يستثمروا انتصارهم في تقوية جبهتهم الداخلية ، وتطهير صفوفهم من المنافقين ، ولكن بعد الإنذار وفتح المجال للتوبة أمامهم.
(٦١) وحينما يبعد هؤلاء الى مدينة أخرى يفقدون حماية المسلمين ، فيحيط بهم الخطر.