ثالثا : حجاب الغفلة. حيث يدعوهم الرب للقيام من أجل الله ، والتفكر في رسولهم ليعرفوا دلائل الصدق فيه. فهو ليس بمجنون ولكنه يرى عذابا شديدا فينذر به (وهذا هو دليل حماسه الكبير الذي فسّره الكفار بالجنون) وهو لا يطلب أجرا إلا ما يعود بالتالي إليهم ، وهذا شاهد صدق على أنّه حق.
ثم إنّ الرب يشهد له بالصدق ، وهو على كل شيء شهيد ، فهو يقذف بالحق فيهدم أركان الباطل فلا يتجدد ولا يعود.
ويؤكّد ربنا أنّ خسارة الضلالة تعود على صاحبها (فالإنسان مجزيّ بضلالته شاء أم أبى) (٤١).
ويحذّر الرب من مغبّة الضلالة ، حيث لا يفوت أحد منهم من قبضة العدالة ، بل يؤخذون من مكان قريب ، فيقولون : آمنا! ولكن هيهات لقد فات الآوان ، وهنالك حيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأتباعهم من قبل. كل ذلك بسبب أنهم كانوا في شك مريب (٥١).