المترفون الذين كفروا بالرسالات الالهية : أنهم غير معذّبين ، ويفند الذكر هذه الفكرة بما يلي :
أولا : إنّ الرزق من الله ، فكيف يقف حاجزا دون جزاء الله؟
ثانيا : إنّ الأموال والأولاد لا يقربونهم عند الله زلفى الا بقدر الاستفادة منهما في العمل الصالح والإنفاق ، ويعود القرآن ليذكرنا : أن الإنسان مسئول عن رفضه ، وأنّ الذين يسعون في آيات الله معاجزين يحضرون للجزاء غدا عند ربهم.
واو : إنّ بعضهم كانوا يعبدون الجن ، ويزعمون أنهم يعبدون الملائكة (كل ذلك ليستمروا في جرائمهم اعتمادا على شفاعة الملائكة) ويرفضهم الملائكة.
ويبين الرب أنهم لا يملكون لبعضهم نفعا ولا ضرّا ، وأن الظالمين مجزيّون بالنار (ولا ينقذهم ادعاؤهم الانتماء الى الملائكة من جزاء ظلمهم) (٢٨).
ويكشف القرآن الحجب التي يتلبس بها قلب الكافر الواحد بعد الآخر :
أولا : حجاب التقليد. حيث تراهم يتهمون رسولهم بالافتراء أو بالسحر لأنه يريد ان يصدهم عما كان يعبد آباؤهم.
ويقول الذكر : إن آباءهم لم ينزل عليهم كتاب يدرسونه ، ولا بعث فيهم نذير (حتى يفتخروا بآبائهم الذين لم يكن لهم رسالة ولا معرفة).
ثانيا : حجب الغرور. حيث تجدهم يكذبون بالرسالة اعتمادا على قوتهم ، في حين أنّ قوة الأمم الغابرة التي كانت أكثر من هؤلاء عشرات المرات لم تدفع الجزاء المتمثل في العذاب النكير.