وينسف القرآن الكريم أسس التبرير التي يعتمد عليها الكفار ، والتي هي في ذات الوقت حجب للقلب ، وغشاوة للبصر.
الف : إلقاء اللوم على إبليس الذي صدّق عليهم ظنّه ، ويؤكد الذكر انه لا سلطان له عليهم ، وإنما يبتلي الله به الناس ، ليعلم من هو المؤمن حقّا بالآخرة ممن هو منها في شك.
باء : الأنداد الذين يزعمون أنهم يغنون عنهم شيئا ، ويجرمون اعتمادا عليهم ، إنهم لا يملكون مثقال ذرّة في السموات والأرض ، ولا شرك لهم في السلطة ، ولا لهم أعوان وأعضاد ، ولا تنفع شفاعتهم إلا لمن أذن الله له ، كما أنهم لا يملكون للناس رزقا ، ولا يتحمّلون عنهم وزرا.
جيم : إنّ الناس إمّا على هدى أو في ضلال مبين ، وإنّ أهل الصلاح لا يزرون من مسئولية المجرمين شيئا (٢٠).
ويذكّر السياق بأنّ الرسول بشير ونذير لكافة الناس ، وأنّ وعد الله آت ، لا يستأخر ساعة ولا يستقدم ساعة ، ويصوّر لهم مسئوليتهم عن إيمانهم بالرسالة ، وأنّ جزاء كفرهم اليوم يتجلّى عند قيام الساعة ، حيث يتلاوم الكفار ، ويلقي بعضهم المسؤولية على عاتق البعض الآخر.
دال : يلقي المستضعفون اللوم على المستكبرين ، ولكنهم لا يتحملون عنهم وزرا ، بل يقولون لهم : انكم كنتم مجرمين. وحين يشترك الجميع في الأغلال يعلمون أنهم كانوا جميعا مسئولون عن أعمالهم (بشهادة أنّهم في العذاب مشتركون).
هاء : كثرة الأموال والأولاد لا ترفع عن أصحابهما الجزاء والمسؤولية ، ويزعم