بقيت الحياة. أو ليس في ذلك دليلا على حكمة خالقه ولطف عنايته ، ودقة تدبيره؟
ثم إنّ لكلّ شخص رزقه الذي يهديه إليه ربّنا ، ولو أمعنا النظر في أحوال الناس لغمرنا الإيمان بربّنا الذي يهيئ لكلّ واحد منهم طريقا للرزق حتى لا يدع أحدا إلّا ويطعمه من رحمته.
جاء في الدعاء :
(اللهمّ إنّه ليس لي علم بموضع رزقي ، وإنّما أطلبه بخطرات تخطر على قلبي ، فأجول في طلبه البلدان ، فأنا فيما أنا فيه كالحيران ، لا أدري أفي سهل هو أم في جبل ، أم في أرض أم في سماء ، أم في برّ أم في بحر ، وعلى يد من ، ومن قبل من ، وقد علمت أنّ علمه عندك وأسبابه بيدك ، وأنت الّذي تقسمه بلطفك ، وتسبّبه برحمتك ، اللهمّ فصلّ على محمد وآله واجعل يا ربّ رزقك لي واسعا ، ومطلبه سهلا ، ومأخذه قريبا ، ولا تعنّني بطلب ما لم تقدّر لي فيه رزقا ، فإنّك غنيّ عن عذابي وأنا فقير إلى رحمتك ، فصلّ على محمد وآله وجد على عبدك بفضلك إنّك ذو فضل عظيم)
(٩) (٢٤) ومن آياته رزق الإنسان من السماء ، فهو سبحانه يرسل السحاب حاملا معه الخوف والطمع ، ذلك أنّ الإنسان يخشى السحب التي قد تكون نذيرا بالصواعق أو السيول ، ولكنّه يطمع في خيراتها في ذات الوقت.
(وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)
__________________
(٩) مفاتيح الجنان / تعقيب صلاة العشاء.