وللبرق قيمة زراعيّة ، إذ أنّه يؤمن الجو فيتكوّن المازوت من اندماج ذرّات الأوكسجين بالهيدروجين بالنيتروجين.
هذا التناسب في الكون دليل على أنّ الّذي يقدّر الكون ويديره هو الله سبحانه ، وأنّ هذه الآيات القرآنية المبثوثة في الكون لا يفهمها ولا يستفيد منها إلّا أولئك الذين يفكّرون ويستفيدون من عقولهم.
ذكر الله سبحانه في هذه الآيات أربع جمل عقب كل آية ، ولعلّها تخبر عن مراحل المعرفة ، فقال تعالى :
«إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»
«إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ»
«إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ»
«إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ»
فنحن بحاجة إلى الفكر والعلم والسماع والعقل.
فنحن نفكّر حتى نحصل على العلم ، والعلم يدعونا للاستفادة من علوم الآخرين عبر سماع علومهم وأخبارهم ، وعند ما نجمع علومنا إلى علومهم آنئذ نعقل ، وعند ما نعقل نصبح مؤمنين بالله عزّ وجلّ ، لأننا نستطيع أن نستوعب آياته ونتوصّل بها إليه.