وَما يَعْرُجُ فِيها)
فالله محيط بكل شيء خبرا ، وجاء في تفسير الآية عن علي بن إبراهيم : «يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ» ما يدخل فيها «وَما يَخْرُجُ مِنْها» قال : من النبات «وَما يَعْرُجُ فِيها» قال : من أعمال العباد (٢) ولكن الله لا يتخذ علمه وسيلة ليضار بها البشر ، بل هو رحيم بهم ، وبعلمه يرحمهم ، وإذا علم منهم ذنبا فإنّه يغفره لهم.
(وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ)
روى أبو بصير عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال :
«لما رأى إبراهيم ملكوت السموات والأرض التفت فرأى رجلا يزني ، فدعا عليه فمات ، ثم رأى آخر فدعا عليه فمات ، ثم رأى ثلاثة فدعا عليهم فماتوا ، فأوحى الله اليه يا إبراهيم إنّ دعوتك مستجابة فلا تدع على عبادي فإني لو شئت لم أخلقهم» (٣)
(٣) وإذ يذكرنا القرآن بأسماء ربنا الحسنى ـ وانه حكيم خبير وعليم ـ فلكي ينعكس ذلك على وعينا وسلوكنا. أو ليس ربّنا حكيما ، إذا لا بدّ من يوم الجزاء ، وإنّما يكفر البعض بالساعة تهرّبا من حقيقة الجزاء.
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ)
وهكذا بهذه البساطة أرادوا التملّص من ثقل المسؤولية ، بيد أنّ ربنا الجبار قال لهم كلمته التي لا تبديل لها :
__________________
(٢) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٣١٤).
(٣) المصدر / ج (١) / ص (٧٣٢).