(بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ)
وحين تعرضون أمام ربكم تعرفون أنّ كتاب ربكم قد احتوى كل صغيرة وكبيرة من أعمالكم.
(عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ)
(٤) ويبين القرآن الهدف من الساعة ، وبالتالي الهدف من التذكرة بالرقابة الالهية على العباد ، الا وهو إثبات تحقيق العدل الشامل ، الأمر الذي يستوجب الحساب الحق .. الذي لا يغفل عن أيّ شيء يصدر من البشر مهما كان صغيرا.
(لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)
فما دامت مسيرة المؤمن العامة هي الصلاح ، فإنّ ما يشوبها من ذنوب بسبب غفلته ، يفتديها الله بغفرانه ، كما يثيبه على إيمانه وعمله الصالح بألوان الرزق الكريم ، الذي يصفه الحديث بما لا عين رأيت ولا اذن سمعت ولا خطر على بال بشر.
(٥) موقف المؤمن من آيات ربه هو التسليم الذي يسمو به الى درجة رؤية الحق مباشرة ، بينما موقف الكافر الرفض ، ولكن كيف يرفض البشر المزوّد بالعقل الحقيقة التي تترى عليها شواهد لا تحصى؟ أو تقدر العين أن تنزوي عن أشعة الشمس بسهولة؟!
كلا .. كذلك ليس من السهل أن يرفض الإنسان الحقائق الكبرى التي يذكر