بها الوحي ، كحقيقة المسؤولية إلّا بصعوبات بالغة ، لذلك فهم :
أوّلا : يسعون سعيا حثيثا ـ وببالغ الجهد ـ من أجل إثبات كفرهم الباطل ، وإقامة الأدلة على ضلالتهم.
ثانيا : هدفهم من هذا السعي ليس إقناع أحد بالحقيقة ، وإنّما إسكات المؤمنين وإعجازهم بإثارة الشبهات حول الحقائق ، كلّما ردّت لهم شبهة منها أعدّوا شبهة جديدة مكانها ، فهم لا يهدفون الاقتناع بحديث الطرف الآخر ، ولا إقناعه لأنهم على باطل ، وإنّما يهدفون أن يخصموه موقتا ، لكي لا تقتحم أدلة الحقّ رحاب قلوبهم.
(وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ)
وآيات الله هي شواهد صدق رسالاته ، والتعبير بمعاجزين بالغ الدقة حيث ان الطرف الثاني (وهم المؤمنون) يحاولون اقناعهم أيضا ، وبالتالي محاولة إعجازهم (إيصالهم الى حد العجز عن الأدلاء بحجة جديدة) فكل طرف يحاول إعجاز الطرف الثاني ، وهذه الكلمة توضّح استراتيجية الاعلام عند الكفار القائمة فقط على أساس إسكات الخصم ، وطمس معالم الحق أمام عينيه.
(أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ)
الرجز ـ كما قالوا ـ أشدّ العذاب ، ولعله يشير إلى ما يقابل الكريم في الآية السابقة ، وعلى هذا يكون معناه عذابا أليما فيه الذلّ والهوان ، أو ليسوا قد تكبروا ، فهم يستحقون الصغار والرجز.
(٦) ومن الناس من يعرج به اليقين درجة يرى الحقّ واضحا لا ريب فيه ،