كخضوعهم للسلطات الجائرة ومؤسساتها ، أو (الاجتماعي) كاستجابتهم لضغوط الاباء والمجتمع أو (الاقتصادي) كاستجابتهم للنظم الاقتصادية الفاسدة وما أشبه بفكرة الجبر والإكراه ، وإذا أراد البشر تحدي حتمية اتباع إبليس ، ومن يجسده في الدنيا ، فعليه ان يتسلح بالإيمان بالآخرة ، لأنه يعلو به على الحتميات ، فلو هدده الطاغوت بالقتل إذا لم يتحول الى عميل له ، وعبد يسعى في خدمته وأهدافه ، ولقال : (إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ) وإذا توعده بالسجن قال : (السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) وهذا المنطق هو الذي جعل السحرة يستقيمون أمام جبروت فرعون وظلمه.
بينات من الآيات :
(٢٠) حينما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم أبى إبليس ـ الذي جمع معهم لعبادته ـ السجود تكبرا ، فطرده الله بعد ان حذر البشر منه ، فقال : (إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) لكن إبليس اكتشف نقاط الضعف في الإنسان من حبّ للمال والسلطان ، فظن في نفسه أنه قادر على اغوائه (وَقالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً) (١) والله يؤكد ان إبليس وجد لظنونه مصداقا بين الناس.
(وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ)
ولعلنا نستفيد من هذا التعبير أن إبليس ظن أنه سوف يتخذ من أبناء آدم نصيبا مفروضا ، ثم سعى حتى جعل ذلك الظن الذي ظنه صادقا وذلك بإغواء الناس.
بلى. ان إبليس عدوّ خطير لأنه قد خطط سلفا للإيقاع بالبشر ، وسعى جاهدا لتنفيذ تلك الخطط.
__________________
(١) النساء / (١١٨).