(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ)
والله يعالج مشكلة العناد هذه عن طريق تصوير مشاهد رهيبة من يوم الآخرة.
ومن بين تلك المشاهد التي تتعرض لها آيات هذا الدرس وقوف الظالمين أمام ربهم ، يلوم بعضهم بعضا ، ولعل هذه المعالجة القرآنية تدل على أن الإنسان يعتمد أولا على قوة ارضية يزعم انها تمنعه من ربه ، وتخلصه من جزاء كفره ، ثم يستكبر على ربه ، ويتحدى رسالاته ، لذلك يبين السياق بطلان ذلك ، ويصور لنا مشهد الحوار بين الكفار ومن كانوا يعتمدون عليهم في الدنيا في كفرهم بالرسالة ، فيقول :
(وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ)
يلقي بعضهم المسؤولية على البعض الآخر ، طمعا في النجاة من الذل والعذاب.
(يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ)
متصورين انهم يقدرون على ذلك ، كما هو الحال في الدنيا ، ويتشبث بعضهم وهم المستضعفون بحجة اتباع المستكبرين.
(يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ)
ولكن هل خلق الله الناس مستكبرا ومستضعفا حتى يكون لبعضهم على بعض سلطان مبين؟! كلا .. بل خلقهم أحرارا ، ولكن خضع بعضهم للبعض الآخر بحريته ، فشجعه على الاستعلاء في الأرض.
ولو عرف الإنسان مدى ضلالة الاعتماد على اولي القوة والثروة وادعياء العلم