سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك» (٢)
ذلك ان الحكمة من إخفاء الأجل هي بعث روح المبادرة في الإنسان ، هكذا يقول الامام الصادق (ع):
«ثم [لو] عرف ذلك ـ يعني أجله ـ وثق بالبقاء ، وانهمك في اللّذات والمعاصي ، وعمل على انه يبلغ من ذلك شهوته ، ثم يتوب في آخر عمره ، وهذا مذهب لا يرضاه الله من عباده ولا يقبله ، الى ان يقول (ع) : فكان خير الأشياء للإنسان ان يستر عنه مبلغ عمره ، فيكون ـ طول عمره ـ يترقب الموت فيترك المعاصي ، ويؤثر العمل الصالح» (٣)
والساعة التي تعنيها الآية الكريمة ليست كما هي عندنا ، انما هي في عرف القرآن اللحظة وأقل منها ، وفي الخبر يسأل الامام الصادق (ع) عن الناس يموتون بين فاتح لعينه وآخر مغمضها؟ يجيب : ان ملك الموت حينما يأتي على الرجل ليقبض روحه وهو مغمض العين ، يستأذنه ويقول : ائذن لي افتحها ، والآخر على خلافه ، فلا يأذن لهما اذن لماذا نستهين بالزمن! ولماذا نقتل المسافة التي تفصلنا عن أجلنا باللهو واللعب والمعصية ، ونحن لا نعرف متى ينتهي هذا الزمان!
(٣١) ان من عقبات الايمان بالرسالة حالة العناد التي يعالجها الذكر ببيان نتائجها السيئة ، فيحدثنا السياق عن كلمة الكفّار : بأنهم لا يؤمنون بالقرآن ، ولا بالكتب التي سبقته ، وكأنهم قد عقدوا العزم على هذا الرفض القاطع لرسالات ربهم.
__________________
(٢) بح ج / (٧٧) / ص (٧٥).
(٣) بح ج / (٢) / ص (٨٤).