ثم يوجهنا السياق لاتخاذ الثروة سبيلا لمرضاة الخالق باستخدامها الصحيح ، وإنفاقها في سبيله ، كما يؤكد ذلك بأن ما يعطيه الإنسان في سبيل الله يخلف له بزيادة الخير في الدنيا ، وبالجنان في الآخرة ، ثم بأن ما يملكه الناس انما هو من الله وليس من عند أنفسهم.
ثم تعالج الآيات فكرة عبادة الأولياء ـ كالملائكة ، والجن ، والصالحين ـ من دون الله ، وذلك عبر حوار بين الله وملائكته ، إذ يسألهم : هل كان هؤلاء يعبدونكم؟ فتنفي الملائكة ذلك ، وتستغفر الله خوفا ورهبة مما يدعيه الناس عنهم اما عن هدف هذه العبادة فهو التهرب من المسؤولية ، والزعم بان الملائكة سوف ينقذونهم من نار جهنم ان هم عبدوهم.
بينات من الآيات :
(٣٤) يبدو أن أغلب المترفين ـ وهم الذين نعّمهم الله فأسرفوا ـ معاندون ، ويكفرون بالرسالات ، بل ويحملون لواء الحرب ضدها.
(وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ)
ولعل القرآن عبّر في هذه الآية بكلمة «قرية» عن المدينة ، بل عن الحضارة بأجمعها ، استصغارا لها ، ولأن من لا يعبدون الله ، ولا يتبعون رسالاته في حياتهم وحضارتهم أقليه وان كثرت أعدادهم ، ذلك أن القيمة الحقيقيّة للإنسان كما المجتمع بقربه من الحق أو بعده عنه ، لا بما يملك من تقدم ماديّ بحت.
(٣٥) اما لماذا يكفر هذا الفريق فذلك ـ كما يصرحون أنفسهم ـ للأسباب التالية