الاول : كثرة الأموال والأولاد ، ولعل التعبير كما الأموال لا يختص بظاهر الكلمتين انما تشمل كلمة الأموال كلّ أنواع الثروة ، كما تنطوي كلمة الأولاد أيضا على الأتباع والمطيعين.
(وَقالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالاً وَأَوْلاداً)
إذ أن أول أهداف الرسل هو تغيير القوة السياسية الحاكمة على الناس ، ولكن المترفين يعارضون ذلك مبررين رفضهم بأن السلطة لا تكون لصاحب الحق والعلم ، انما للمترف بما يملك من المال والاتباع.
الثاني : الاعتقاد بأن من يملك المال والرجال لا يلحقه الأذى ، ولا يشمله العذاب الالهي ، حتى ولو فعل الفواحش.
(وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ)
ولعل هذه الفكرة تكون سببا لتوغلهم في الجرائم ، لأن اعتماد الإنسان على ما يملك من مال ومؤيدين ، بعيدا عن هدى الله والعقل يقحمه في المهالك ، وهذا ما دفع امريكا للدخول في حرب فيتنام ، فتمرغ أنفهما ، وسقطت هيبتها المزيفة ، كما سقطت روسيا باحتلالها افغانستان الاسلامية غرورا واستكبارا ، فتعرضت لهزائم منكرة على يد ابطال الإسلام هنالك.
وما يدريك لعل الغرور يكون سببا لانتهاء الجاهلية الحديثة؟ فقد قال الامام علي (ع) يصف بعض الأقوام :
«زرعوا الفجور وسقوه الغرور ، وحصدوا الثبور» (١)
__________________
(١) نهج / خ (٢) / ص (٤٧).