وقال (ع):
«طوبى لمن لم تقتله قاتلات الغرور» (٢)
(٣٦) ويعالج ربنا هذا الانحراف النفسي حينما يذكّر بأن ما في أيدي الناس من مال انما هو من عند الله لا من عند أنفسهم حتى يغتروا بها.
(قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ)
فتارة يزيد الله الرزق للعبد حتى يكفيه وأكثر ، وتارة يضيّق عليه فيه ، فالغنى والفقر اذن بيده عزّ وجل ، ولعل غني اليوم يكون فقيرا غدا أو العكس ، الا أن الغالبية من الناس لا يعقلون هذه الحقيقة لأنهم لا يعلمون الا ظاهر الحياة الدنيا ، فيعتقدون مثلا أن سعيهم فقط يدرّ الرزق ، ولو تعمقوا في الحياة قليلا لعرفوا أن ذلك وسيلة فقط أما السبب الحقيقي فهو رحمة الله.
(وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
ولعل من مشاكل البشر العقلية والنفسية انهم لا يتدرجون في تعليل ظواهر الحياة لمعرفة العلة الأسمى والأرفع ، انما يقتصرون على الأسباب الظاهرة المباشرة.
(٣٧) ثم لنفترض بأن المترفين يملكون الأموال والأولاد ، فهل ذلك يقربهم الى ربهم. كلا ..
(وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى)
بلى. من الممكن ان يكون المال والاتباع وسيلة لرضى الرب ، وذلك إذا بعث
__________________
(٢) غرر الحكم.